الخميس، 26 نوفمبر 2009

تبسيط آليات إستقبال المدخلات الحسية

لو تناولنا عمليات تكوين الآراء الشخصية من خلال منظور هندسي مبسط جاز لنا ما لم يجز لغيرنا في تبسيط هذه العملية هي الأقرب لبدائية التفكير عند الإنسان الأول.

فكل منا يطور المقاييس الفكرية النسبية لفهم سيل المعلومات الداخلة لعقله. ليكون النظر (القراءة والمشاهدة وترجمة لغة الجسد) والاستماع (ترجمة المعاني والنبرات) واقل منهما الحس هي المداخل الاساسية للمعطيات التي تحللها عقولنا ومن ثم تبرزها مشاعرنا لنطلق أحكامنا (المخرجات) على كل ما ننظر أو نستمع أو نحس.

ولو أردنا تقنيين هذه الآلية علمياً لجرفتنا أمواج وأعاصير عقولنا المعقدة في متاهات سحيقة لنضيع الفكرة الرئيسية المراد معالجتها. فيختلط حابل أفكارنا بنابله لنخرج في أغلب الأحيان بفكرة ضبابية تحنف بنا عن فهم ووعي شمولية المعلومة ومن ثم دقة مخرجاتها. لذا كان التبسيط هو الوسيلة الأنسب لضمان استمرار ثبات المعايير النسبية في التحليل الذي ينتج مخرجات متناغمة.

فكيف لنا تبسيط هذه الآليات المعقدة لاستقبال المدخلات من دون اهمال شمولية المعلومة؟؟

في إعتقادي إن تطوير مهارات فكرية ضرورية هو الأنسب للوصول لهذا التبسيط. المهارة الأولى الأساسية لفهم ووعي المعلومة هو الإطلاع المبدئي. بحيث يكون هذا الإطلاع شامل لمجموعة من المعلومات المجردة التي تقبل أقل قدر من الإختلاف بين أعضاء مجموعة البحث. فإذا توصلنا لهذه القاعدة كان طريقة البحث والتحليل هي الفيصل في توافق الأحكام الناتجة (المخرجات) من آلية العملية البحثية الكاملة.

هنا تأتي الحاجة للمهارة الثانية في عمل آلية التحليل الفكري الشخصي والتي تبسط هذه العملية المعقدة والمرهقة وهي الأصعب والاكثر استنزافاً لخلايا العقل البشري المعقد أصلاً..!! عن نفسي، لم أجد أفضل من التجرد قياساً وآلية قد تضمن، بنسبة جيدة، شبه ثبات لمخرجات العمليات الفكرية التحليلية. هذا يقودنا إلى الحاجة لتطوير مقياس عملي للتجرد حتى لا نتيه من جديد..!

أظن أن المقياس العملي للتجرد هو فهم ومن ثم تفهم أو رد وجهة نظر جميع الأطراف والنقائض وهو أقل ما يؤهلنا في مقياس التجرد لإطلاق أحكاما هي أقرب للصواب منها للعاطفة. و للوصول لهذه الدرجة من التجرد، وإن تعارضت مع مسلماتنا، يتحتم علينا وعي وجهات النظر النقيضة من خلال تجردنا الصرف بالتفكير كما فكر الطرف الآخر على ضوء خلفياته التعليمية والاجتماعية والدينية والعقائدية..

فإذا ما إطلعنا وأتقنا تجردنا، كانت مخرجات أحكامنا أقرب للصواب الثابت وأدعي للإتفاق مع المتجردين الآخير لنصبح في نطاق طبقة الأغلبية الواقعية البعيدة عن أهواء العواطف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق