الاثنين، 8 أكتوبر 2018

هل الرؤية من الهوى؟أم هي ثابتة وتتمدد؟ المستشار والرياضة كمثال!


عندما أعلنت الرؤية قبل ثلاث سنوات تقريباً، انقسمت ردود الأفعال والتي بالغالب كانت سلبية لأنها تمس الجميع على المستوى الشخصي الآني وتعد بمستقبل لم يكن بتصورنا تحقيقه..!!

فقد وعدنا بطفرة جديدة ولكن بمنئى عن النفط، وهو ما كان خارج تصورنا وحتى تصور العالم الغربي. فالصورة النمطية لأعرافنا المجتمعية والقوانين المسنونة آنذاك تجعل تحقيقها مستحيلا.

تحمل القائمون عليها ردود الأفعال بجلد، رغم التشكيك من جميع طبقات المجتمع المحلي والدولي. كانت نظرتهم أبعد من أن تُعى بسبب تاريخنا الحديث في التنفيذ. شمولية الرؤية كانت ولازالت أكثر ما صعّب الاقتناع بها.

ولكن وبعد ثلاث سنوات، وبعد أن أُخضعت أغلب الحواجز، وخصوصاً المجتمعية، بدأت العين المختصة بتكوين تصور عام عن الرؤية وماهيتها ونواتجها. حديث ولي العهد الأخير لبلومبيرج وضع جميع النقاط فوق الحروف التي كنا نجهلها. وصراحته كانت أبلغ ما أوصل الرسالة.

فاجأني ذكره للرياضة السعودية والمنافسات الكروية كجزء من تكاملية الرؤية. وهي ما أشعلت فتيل هذا المقال في ذهني. راجعت زيارتي الأخيرة لبرشلونة وكيف أن نادي رياضي يدير إقتصاد مدينة من كبرى مدن أوروبا. راجعت أرقام السياحة العالمية، وكانت أسبانيا أما الأولى أو الثانية بعد الولايات المتحدة وأن أحد مغرياتها الدوري الاسباني..!

بالنسبة لرياضتنا المحلية والحقيقة التي إستندت عليها الرؤية، أنها الأقوى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نعم الأقوى والأكثر متابعة رغم الشكوك والمشككين. الشواهد كثيرة، ولكن يكفي أن تشاهد برنامج رياضي في دولة شقيقة ويعلو الصوت بين محلِلَين ويخرجا عن طورهما ويتمارءا بلغة المدرجات عن الهلال والنصر (بين الشوطين.. برنامج كويتي)..!! بالإضافة لأهمية الدوري المحلي بالمنطقة، تعتبر المملكة أكبر مساحة تسويقية وذات ثروة بشرية شابة تستهويها كرة القدم على وجه الخصوص. عدى ذلك من مكاسب إجتماعية بتوجيه طاقات الشباب عن مغريات تفسد الحاضر والمستقبل. في رأيي المتواضع، من هنا توجه القائمون على الرؤية لإستثمار هذا المختزن الاقتصادي.

لم أرى في المستند الأولي للرؤية ما أشار صراحةً للذي بدأ بتطبيقه مع تعيين المستشار تركي آل الشيخ. وإحقاقاً للحق، هذه المهمة هي الأصعب رغم أنها الأقل كتكلفة استثمارية. فالامر يحكمه ويوقده الميول والعاطفة والإحتقان بينما تقبع  الحقائق في الركن البعيد الهادئ من العقل.

وهنا يجب أن نقف عند إختيار شخصية ما يمثل وزيراً للرياضة والشباب عن عداها من الوزارات كالمالية أو الإقتصاد أو النفط. فالشخص المناسب يجب ديناميكيا سريع التنفيذ لاننا كنا بعيدين جدا عن الهدف الموضوع. ذو كارزما قوية ويعمل دون ميول. وبمزيج من الحكمة مع اندفاع الشباب. و بدعم قوي من القيادة.

لا أود هنا الخوض في شخصية المستشار ولكن سأحاول زيارة الركن البعيد الهادئ المذكور آنفاً وسرد بعض الحقائق. 
حصر واصدار ميزانيات الاندية وتصديق الجمعيات العمومية عليها.
تعرفت واعترفت كل إدارة بما لها وما عليها 
استبعاد إدارات الأندية والتي عينت على أسس نظرة إنتمائية لكيانات القائمة.
تعيين إدارات ذات خلفية رياضية فنية فالغالب عدى ناديين.
تسديد ديون الاندية.
توقيع عقد رعاية كبير جداً جداً.
رفع عدد الاجانب وعدد فرق الدوري الممتاز.
دعم فرق الممتاز بأجهزة فنية ولاعبين أجانب ذوي مستوى أعلى من قبل.
تسويق البطولة خليجاً بمشاركة فرق من الدول الشقيقة.
اعادة إحياء المنظومة الكروية العربية والإسلامية بقيادة ورؤية الرياض.
البدأ في إنشاء كيان غرب آسيا لزيادة الثقل الإقليمي.
تم استثمار في تقديري ما يقدر بملياري ريال إلى على الأقل في هذه الخطوات. هل هذا كثير بالنسبة الهدف الموضوع؟ شخصياً لا اظن ذلك.
بعيداً عن الإنتماءات وعن الحيثيات وعن القفشات والفقشات، ماذا يمكن أن ننتقد هنا؟

عن نفسي، لا أرى أي من هذه الأهداف خطأ. ولكن قد أختلف في بعض الإجراءات فقط. نعم قد كان هناك ولازال ديناميكية أكثر من اللازم. نعم كان هناك بعض النغمات الناشزة. نعم كان هناك بعض الاستعجال بالنتائج. نعم كان هناك ضحايا ومتسلقين. نعم كان هناك بعض التشتت في الرأي العام. ونعم ونعم..

اخترت الرياضة كمثال للرؤية لانها الاقرب لاذهان المتلقين من الأهداف الأخرى. وفي المجمل، لا يهمني الطريق الذي تسلكه القافلة والعقبات التي تجوازتها او ستواجهها ما دام ستصل الى وجهتها وفي الوقت المستهدف وإذا ما زلنا في الاتجاه الصحيح فلا يهم الكيفية مادام أن أهدافنا ستتحقق.

ودمتم.