الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

بين وصايتي اليمين واليسار!! لم ينجح أحد

إكمالاً لمواضيعنا عن الحصانة, ومن خلال نقدنا في المقال السابق" للمرحلة الانتقالية", تتجلى لنا رؤية أطراف النزاع القائم بشكل أوضح كلما تجدد حدث كبيراً كان أم صغيرا. فكلمة لأحدى طرفي النقيض يمكن أن تثار وتضخم من قبل النقيض الآخر لتصبح معركة في الإعلام الرسمي.

شاهد ذلك هو كلمة صالح الحصين عن تعريف الوطنية ورد عبدالله الفوزان عليه ثم تتابع الناقدين والمؤيدين من الطرفين بسخرية تجعلنا نتساءل عن ماهية الهدف من هذه المعركة!!؟؟ فهل المراد هو الإصلاح من الطرفين أم هو فرصة لتحقيق مصالح شخصية لأي من الأطراف!؟

عن نفسي, فدائماً ما أقرأ مقالات المعارك الاجتماعية بحميمية لفهم ما تحمل من مشاعر وتوجهات شخصية. فإذا ما استنتجت أن كاتب المقال يبحث عن التقارب اكثر من الاقتصاص أو إبهار القارئ, كان الجانب الإصلاحي هو الطاغي في فكر الشخص. فالتوصل إلى نتائج يكون من خلال السعي إلى التقارب أكثر منه من خلال الإقصاء المباشر. فإن كان الشخص يملك فكراً مناسباً للزمن المناسب ومخلصاُ في إصلاحه, غنم جميع المكاسب من نصرة فكره واجتذاب المؤيدين وكشف عدم سعي الطرف الآخر للإصلاح من عدمه وفوق ذلك كله إبهار المتلقين والمتفرجين. اما اذا كان الكاتب يحاول تصيد الاخطاء وبشخصية، كان الحكم السلبي هو الطاغي.

مشكلتنا كمتلقين, أن تيار اليسار الحالي نشأ وترعرع أصلاً في كنف التيار اليميني. ففهم غاياته وأساليبه, وفوق ذلك أصبح يطمح لتحقيق نفس المصالح والمكاسب التي تمتع بها الطرف اليميني لعقود عديدة. فعلى ضوء المتغيرات الحديثة في شفافية وحرية الإعلام من صحف وشبكة عنكبوتيه وبريد الكتروني, إضافة إلى سعي الدولة للحيادية على قدر المستطاع, انكشفت ظهورنا وغدينا غنيمة سائغة لكل من أراد أن يفرض علينا فكراً جديداً أو إشباعا لشهوته من السلطة والتسلط..!!
أصبح صراع تولي الحصانة على المجتمع هو الهدف أو الوسيلة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف فكريةً كانت أم شخصية, وللأسف من كلا الطرفين.

فطرف اليمين وفارس معركته هذه المرة يطلب من الطرف الآخر الاستعانة بطلبة علم شرعي ليفهم فحوى كلامه؟؟ هنا تنكشف خفايا الغايات بشكل كبير. طرف اليمين بدأ يفقد امتيازات تزعم المجتمع فكريا!!. فقد أصبح العامة (كما يسموننا) يفكرون في الحدث ذاته ومن خلال عقولهم وهو ما لم يعهدوه منهم في العقود الماضية بتسليم الفكر لأهل العلم المؤهلين لألا يصبحوا "عقليين" مثل "القصيمي" و "العياذ بالله"!!!
أما فارس اليسار الذي من المفروض أن يكون مدرساً لمراحل عليا, يرد باستهزاء بقوله أنه استشار بعض أهل العلم ولم يصل إلى فهم ثابت لفحوى فهم الطرف الآخر!!! ثم ينتقل لنقد الأجهزة الحكومية لعدم تطبيقيها توصيات الحوار الذي يرأسه الفارس اليميني. ثم يكمل الباقين مداخلتهم ببعض التعابير المعممة لا يرجى منها إلا تهميش العامي لنفسه وإبهاره من غير غاية محددة!!؟ أو الانحياز ودعم أحد الأطراف على حساب الآخر دون نقد الحدث ذاته واحتماليات التوافق لخدمة الهدف الأسمى..

هنا فقط أطلقت العنان لاستنتاجاتي السجينة، حيث اتضح صير معركة الأطراف المتناحرة إلى معركة مصالح شخصية صرفة لا يرجى منها أي حلول تضيف إلى المجتمع ونماءه.

لقد افترضت عدة تعهدات في بداية تدويني.. ولكني ها هنا انقض أولاها في هذه المقالة لأكون تقريرياً وبدرجة اقل من التجرد الذي ارتضيته لنفسي!!

هناك تعليقان (2):

  1. دعاني صديق لزيارة احد القرى النائية للتعرف على احوال القرويين هناك وهم من البادية المستوطنين، فما وجدت بينهم من يعرف ما تتكلم عنه من يمين ويسار ولكنهم يعرفون الابل والغنم وشؤونها فقط.
    فتبادر لنفسي سؤال عن اطلاع اهل اليمين واهل اليسار الى ما يشكله نسبة هؤلاء القرويين واثرهم فيما يصبوا اليه اؤلئك. وما هي امكانية تنوير هؤلاء القرويين وتثقيفهم بدلا من المشاحنات وتفتيل العضلاتهم الفكرية لدرجة التشنج.
    ابو محمد
    مالم يتخلص اصحاب الفكر من مطامعهم الشخصية، فستبقى النتيجة " لم ينجح احد".!!
    ابو محمد
    تقبل مروري على مقالك الرائع.

    ردحذف
  2. شكرا لك على مرورك وتعليقك...

    نعم،، المطلوب من الصادقين في خدمة البلد تعريف المتلقين على مختلف طبقاتهم بالوضع الاجتماعي لتهيئتهم للمشاركة في بناء الوطن..

    تحياتي بلا حدود..

    ردحذف