الأحد، 4 أكتوبر 2009

السائق الخاص... الإلياذة المعاصرة للأبطال ذوي الطواقي الصفراء!!!

لم يكن لدي قط سائق خاص إلا من ثمانية أيام. مارست فيها دور معلم القيادة في أيام أعدها من أصعب ما مر علي من أيام لا يفوقها رعباً إلا ليالي إختبارات التفسير في المتوسطة. أيام عصيبة مقتضبة تنهك الاعصاب و ترهق القوى بما بها من صعاب. أيام أحمل بها هم الدقائق المعدودة في الصباح و في المساء خلال معارك الذهاب و العودة من و إلى العمل.

إن معاناتي من خلال الشد العصبي الذي أعيشه خلال هذه الدقائق يفوق إحتمال الرجل من عصر الأبطال. فمن كفةٍ كانت الشوارع المستوية (لغةً و شرعاً) متناغمة مع قيادة الشعب المؤدب المحترم المتبع لقوانين المرور بحذافيرها في شوارع الرياض و في كفةٍ أخرى مهارات القيادة الفذة للسائق و اللتان تعاونتا على إنهاك قواي العقلية المتبقية (بعد الجامعة) في زمن قياسي.

لا أدري لماذا تحضرني الإلياذة، كما لم تحضر هومر نفسه، كلما ركبت السيارة مع السائق يإحساس و كأنني أحد الجنود المشاة بجانب أخيل خلال الهجوم على حصن طروادة!!؟؟ فلا أستطيع أن أقود السيارة لتفادي الأهوال و لا تفادي الحراب و السهام التي تشبه خطافية صاحب الاكسنت ذو الطاقية الصفراء (اصلا أو قسراً) المقدام الذي لا يهاب الوغى أو اللعب بأعمار الآخرين و المستمتع بمداعبة الحد الفاصل بين الموت و الحياة كل خمس دقائق.

تحضرني منازلة هكتور بطل طروادة لأخيل بطل اليونان في عصر كان القوة و الشجاعة أو الحماقة تكال بالأطنان بينما تكال الأرواح بحفنة من التراب. يحضرني عليٌ في معركة الخندق و هو يتقدم لابن ود كما يحضرني الزبير في اليرموك و هو يخترق وحيداً مائتي ألف من الروم ذهاباً و عودة في حجز مؤكد. يحضرني خالد في كاظمة و هو يجز عنق رستم و يحضرني القعقاع و هو يتقدم صفوف المسلمين في القادسية غير آبهٍ بالفرس و فيلتهم. بل يحضرني تاريخ معارك الخير و الشر أو الشر و الخير أو الخير و الخير أو الشر و الشر (تبعاً لنظرة الراوي أو المؤلف) كلٍ على حد سواء...

رغم إختلاف الزمن و تماثل المخاطر، فلقد أثبتت لي هذه التجربة بأن شجاعتي لا تقل عن هؤلاء الأبطال عند قبولي أو إستسلامي للركوب في مقعد الراكب بجانب السائق المؤدب ..!!

هنا اتساءل؟؟ هذا حالي و أنا رجل أقود السيارة منذ ما يربو من ربع قرن!! فكيف بامراة (لم تقد دراجة منذ ما قبل الابتدائية عندما اشتري أبوها لأخيها الصغير سيكلاً ذو ثلاث عجلات) مرغمةً على الركوب مع هذا السائق و من مثله لتصل كل يوم إلى غايتها....؟؟؟

"إبتسمي يا أيتها المرأة السعودية فأنتي أشجع مني،،،،!!"

ختاماً،، كم أتمنى صولوناً حكيماً مثل صولون الإغريق أو دكتاتوراً شجاعاً هتلرياً بنصف شنب أو حتى طاغيةً فاشياً يشبه في عفوه موسوليني الطليان لأن يقود عصابة المرور حتى يلقى أبو طاقية صفراء صاحب الاكسنت ما يستحق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق