السبت، 19 سبتمبر 2009

موبايلي... أنا..... و الدب


بما أنني من ثقيلي الحركة و قليلي التأثر بالإعلانات... فإنني أعد أي حملة تحملني على تحمل المشوار للبحث عن المنتج إما حملة مكلفة جداَ أو عرض يمثل صفقة ناجحة بلا شك. و قد حملتني على الرغم من ثقلي حملة موبايلي الأخيرة للبرودباند على زيارة أحد صروحهم (فروعهم) المشيدة في أغلى المناطق التجارية.
و قد كان لي من الدلاخة (الثوالة في رواية و الدباشة في أخرى) بمكان بأنني لم أبحث عن مصداقية العرض كعادتي قبل التوجه إلى أحد هذه الصروح. و صادفت ربع ساعة نهاية ساعات العمل في رمضان. فكان لي الحارس المسكين بالمرصاد و صدني عن الدخول مع رجاء عدم المقاومة لأنها تعليمات صارمة بعدم دخول أي عميل جديد حتى يمكنهم التخلص من العملاء المتبقين في الصالة. فقاومت "كعادتنا بالتغلب على المصاعب بحصان اللسان و الحجج" و تنازلت عن حقي بالاشتراك و طالبت فقط بالسؤال عن معلومات عن العرض. فتعذر المسكين بالتعليمات الصارمة و هنا رأيت إشارة ذلك العملاق (الدب) تأتي من آخر الصالة التي أوحشتني و جعلتني أتفهم ارتعاد ذلك المسكين. و رغم أنني أؤيد بقوة المقولة الغير صحيحة بأن الدببة خفيفين دم و ذلك لظروف شخصية إلا أن تلك الإشارة لم تحمل أي خفة دم في وقتها. وطفقت عائداَ إلى سيارتي أجرجر أذيال الهزيمة (حشى صارت حرب) متقبلاَ نتائجها على مضض و متوعداً في نفسي بِكرةٍ (بعودة) مفاجئة.
و لم تك الزيارة الثانية بأوفر حظ رغم بدأ المعركة قبل ربع ساعة نهاية ساعات العمل بكثير. فكانت الصالة مزدحمة لدرجة أنني تطاولت برأسي لأرى إذا ما كان هناك فرن تميس داخل هذا الصرح. و عندما أردت الاستفسار من موظف الاستعلامات... طلب مني بشيء من الحدة أخذ رقم و الانتظار. و بما أني لست بقليل شر بدأت باستخدام مهاراتي الفردية المتوارثة عبر الأجيال و هي التكشير عن الأنياب و رفع درجة الصوت حتى يصل لأصحاب الطاولات القابعة في عمق الصالة. "طالبت فقط بمعلومات و أنت موظف استعلامات"..!! و لأنه على ما يبدو موظف مبتدأ و لم يكتمل نبوت ريشه تنازل على مضض و بروح انهزامية تشبه روح الألمان عند توقيع معاهدة فرساي في نهاية الحرب العالمية الأولى أو روح اليابانيين في نهاية الثانية و تكرم بإعطائي المنشور الخاص بالعرض. فكانت الفاجعة المتوقعة بأن التكلفة ضعف ما يعلن عنه..!!!؟؟ لم تكن مشكلة بالنسبة لي فدخلت المحل المجاور لصرح موبايلي و اشتركت في "جو" بضعف السرعة و 30% سعر أقل "لي معهم معركة سابقة من خلال الاشتراك الأول".
أنا مؤمن بأن السوق عرض و طلب و لست بمغصوبٍ على الشراء من أحد كما كان في عهد أقطاعية الجدة الاتصالات السعودية. و لكن لي هنا وقفات مع موبايلي سأقوم بسردها بإيجاز.
أولاَ: سلسة الإمدادات.. يبدو لي أن إدارة التسويق جد مجتهدة و متكلفة. هذا واضح من احترافية الإعلانات و كثافتها. الصروح أم الفروع مكلفة بشكل فاحش و في أماكن منتقاة من قبل مصمم فساتين سهرة لبناني على ما يبدو و ذات ديكور يذكرني بقصور إمبراطوريات أوروبا أو فاشية العالم العربي. و في النهاية أربع إلى خمس طاولات يجلس عليها ثلاث إلى أربع دببة طيبون يتخذون من طريقة تعامل أجدادنا في رئاسة تعليم البنات قدوة لهم. ما هذه السلسة المختلة من الإمدادات وتدفقها!!؟؟ كيف تكون عنق الزجاجة الحلقة الأقل تكلفة!!؟؟ ما فائدة الاستثمار في حلقات التسويق و البنية التحتية بينما لا تستطيع الحلقة الأخيرة "المبيعات" مجاراة التدفق!!؟؟ توقعي من دون حقائق ثابتة لدي أن الإدارات المشكلة لهذه الحلقات تدار بشكل مستقل و بنظرة مؤطرة يغيب عنها الفكر الشامل لكامل السلسلة من البنية التحتية حتى رضاء الزبون.
ثانياَ:التكلفة و التسعير.. لماذا تقع موبايلي بنفس الخطأ الذي تقع به الجدة السعودية!!؟؟ لماذا هذه الـ Hidden cost أو التكاليف المخفية!!؟؟ ألا يمكن لهم أن يضعوا التكاليف الإضافية مثل قيمة المودم أو التأسيس و بالبنط العريض حتى لا يفاجأ العميل "كما يسموننا" بالتكلفة الإجمالية التي تعدى المنافسين فتكون ردة فعل سلبية كما حصل معي و مع غيري..!!؟؟ هل نحن أغبياء لهذا الحد!!؟؟؟ أم يظنون أن هذا العميل لا يمكنه أداء قسمة مبسطة تعلمها في ثالث ابتدائي لحساب التكلفة الشهرية!!؟؟ هناك حملات دعائية تدرس في علم التسويق كلفت عشرات أو مئات الملايين و أتت بنتائج عكسية يحضرني منها حملة أرنب بطاريات انرجيزر كرد على ديورسل و ذلك الإعلان الذين كان أحد أجمل الإعلانات المضحكة. رغم ذلك فلقد أدت هذه الحملة إلى زيادة مبيعات ديورسل على حساب انرجيزر بسب بسيط لان انرجيزر استخدمت أرنب في حملتها يشابه أرنب ديورسل مما رسخ أرنب ديورسل عند العملاء (كما يسموننا).
http://www.youtube.com/watch?v=qiFQsxGUQOI&feature=related
لذا وجب دائما على أي مسوق أن يضع بالحسبان النتائج المحتملة و ردود أفعالها. و أهمها أن لا يستخف بالعميل لأن لها نتائج وخيمة قد تطول مداها لسنوات أو عقود.
لقد كنت ممن بدأ بالتفكير في تغيير جميع خدمات الاتصال من الجدة إلى موبايلي. و لكن بعد إعلان البرودباند و المعركة و الدب.... آسف "موبايلك" عليك أن تبدأي معي جديد.....

و تقبلوا تحياتي,,,

هناك تعليق واحد:

  1. اخوي
    اسمح لي لكي لا تهضم حق موبايلي
    اخي ابو محمد واخواني الاعزاء:
    خلونا اوضح لكم ان سعر المودم 300 ريال وسعر الاشتراك الشهري 199 ريال ولكن لانه عرض رمضاني تم تحويل الاشتراك الشهري من 199 الى 85 ريال اي بمعنى 85 في ثلاثة اشهر 255
    يعني تاخذ المودم مع اشتراك ثلاثة شهور ب555 ريال وبعدها ينتهي العرض الرمضاني وانت بعدها لك الحق في التجديد او لا
    عرض رمضاني واضح
    والامر الآخر يوم تقول تعامل الموظفين ياخي ارحمهم وخاصة انك تقول ان الصالة زحمة وآخر ربع ساعة ..... ياخي حط نفسك مكانهم والله تعذرهم

    وشكراَ لمن علق ولمن قرأ تعليقي

    ردحذف