الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

التدوين ... خيار متأخر!!

كانت بداية معرفتي للتدوين متأخرة بعض الشيء و ذلك من خلال أحد الأصدقاء. منذ ذلك اليوم وفكرة التدوين تمر على بالي مرور الكرام أحيانا و كضيف ثقيل أحيانا أخرى.

أفكار تجذبني له و عوائق فكرية تصدني عنه. فهو يغرني بأحلام تدوين مشاعري و همومي و أحلامي و آرائي و مدي و جزري أو حياديتي أو على الأقل وجهة نظر قاصرة للكتب التي قرأتها.
بينما كان يصدني في الظاهر أعذار توفر الوقت و الظروف العملية و في الباطن رهبة ترجمة أفكاري إلى كلمات قد تفاجئني قبل أي أحد آخر. فكتاباتي السابقة لم تتعدى المجالات الاقتصادية أو الفنية الهندسية المرتبطة مباشرة بعملي. و لم تكن مشاعري يوماَ جزءاَ من كلماتي المدونة في حروف..

لقد تعودنا في مجتمعنا المحافظ أو المنافق أو المتجمل أن نعيش بشخصيتين.... فعندما نتحدث فكرياَ نكون ذلك الشخص المثالي الكامل الرصين المحافظ العاقل المتزن و فوق كل ذلك المتذمر من كل شيء حوله و كأنه ليس جزءاَ مكوناَ لهذا المنقود!! فدائماَ ما نرى نصف الكوب الفارغ و نشبعه نقداَ!!!
و عندماَ نتصرف كثيراَ ما نكون أي شيء عدا ما أفصحنا عنه!!! لماذا؟؟؟ سؤال يبحث عن إجابة متحركة ديناميكية تتغير مع الزمن. فكيف يفصل الفكر عن العمل بهذا الشكل و بهذا الكم؟؟؟ سؤال إجابته متضمنة في إجابة السؤال الأول.
إذا كانت المشكلة التناقض بين القول و العمل فكيف بهما ارتباطاَ بالفكر..
فالإنسان يفكر ثم ينطق أو يعمل. و له الخيار في مزامنة هذه السلسة أو جعلها شخصيات منفصلة..
هذا التناقض هو جوهر رهبتي من التدوين كما هو كامل غايتي...

و بين مد ذلك و جزر تلك... ها أنا أوقع معاهدة سلام بشروط و تنازلات...
فقد تعاهدت مع نفسي على كتابة مشاعري و فكري بصدق بغض النظر عن النظر في ردود الأفعال أو مداهنة المسلمات الفكرية السائدة و بحيادية إلى أقصى ما أستطيع عندما تقتضي...
تعاهدت نفسي بأن أكتب ما أفكر به و لا أخجل أن أقول و أعمل به متى يقتضي..
تعاهدت نفسي بأن أكتب لي أولاَ لأنني من يحتاجها و ليس غيري...
و تنازلت عن الخوف من معرفة مدى سطحية فكري أو ضحالة تفكيري عندما أعيد قراءتها مع الزمن... لأنني لن أنتقل إلى الأعلى ما لم ألم بالأسفل...

و تقبلوا تحياتي,,,

هناك تعليقان (2):

  1. أستاذي أبو محمد الأول..

    وقعت على مدونتك بالصدفة وتصفحتها حرفاً حرفاً..

    فرحت كثيراً بها وبوضوحك الذي أحترمه وأقدره..

    متابع لك بإهتمام وأنتظر جديدك

    فؤاد الفرحان

    ردحذف
  2. شكرا جزيلاً لك أستاذ فؤاد على المرور وكلمات التشجيع......

    تواجدك في مدونتي شرف لي.....

    تحياتي بلا حدود....

    ردحذف