الجمعة، 10 أغسطس 2012

كبريت الشهرة في مسرح العرائس..

من الطبيعي استمتاعنا بدراما التغريد بهذا الشغف. فالتويتر فتح أبواب العقل المغلقة لعقود. لذا أرى أن سيكون التغيير كبير والخطوط المتجاوزة من الصعب الرجوع لها حتى لو أردنا. لكن البعض انجرفوا مع تيار الشهرة بدون أطواق نجاة. أنشتهم سكرة الأضواء فتمادوا ولم ينظروا إلى اليابسة من وراءهم.

ضحاياها، تقتات شهرتهم على الشذوذ الفكري من خلال نزوات مثل "سورة التفاح" أو حصر الجنة بأهله ومن والاهم. شهرة البعض منهم مصطنعة عن طريق الإعلام الزائف المدفوع وتغذى بالشطحات الساخرة. وأخرون لم يملكوا المادة فختاروا حرق أنفسهم ليضيئوها. لذا ولابد أن تكون نهايتهم كارثية على المستوى الشخصي.

عدم تزامن تنامي الحكمة الفردية مع قوة الضوء المسلط يحرق ولو بعد حين. فالأيدلوجيات ماكرة ناكرة لا رأفة فيما يعوق تقدمها. لذا يكون بعض فرسانها دمى في مسرح العرائس. يأتي يوماً ويرموا للنسيان ويستعاض عنهم بدمى جديدة. فالجمهور يهوى التغيير والمهم من هو خلف الكواليس لا من يحرك بخيوطهم الخفية.

أتفهم أن مثل هذه الفكرة شاذة في نظر مريدي الأيدلوجية التابعة لهم ولأمثالهم. وأتفهم عدم تفهمهم لأنهم يسمعون بآذان غيرهم. ولن يفيد النقاش محاجتهم بالنظر لكثرة إعتذاراتهم بعد كل زفرة وكأنه فكر آلي متعارف عليه. ولكن لقننا التاريخ أن الشهرة بدون حكمة كافية، مثل شعلة كبريت عود الثقاب.. "متوهجة وآنية وتحرق العود بسرعة"..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق