السبت، 31 يوليو 2010

صمت الحكمة... أم حكمة الصمت..!؟؟

المتأمل لتاريخ الحكماء, يجد دوماً الصمت أسمى أدواتهم.. فعندما يغوص الحكيم في ترددات وتوابع ردوده المحتملة يستنتج غالباً أن الصمت أغلى أرقى ما يمكنه إستخدامه..

عندما يستعرض الحكيم خيارات ردوده، يصطدم بعمق الفجوة بين مستوى تفكيره وتفكير الشخص المقابل... فيفضل الصمت على المساجلة غير المجدية في نظره.. يحاول التقريب، فيتيه بين سطحية الرد الأنسب وإحتمالية عدم فهم الآخر للرد المراد.. فيفضل الصمت من جديد.. فهل الصمت حكمة،، أم الحكمة في الصمت!!؟؟

سؤال حير الفلاسفة فإختار الأغلب الصمت وعندما نطق القلة لم يفهم الكثير المراد.. فهكذا "تكلم زادشت" نتيشه وهكذا عرض "لا منتمي" كولن ولسون... فلا فهم أغلب المتلقين ولا رضي الحكيم بما أنتجت بنات فكره...

قلة قليلة إستطاعوا حل المعضلة فأصبحوا أنبياء... أو كادوا.. أوصلوا الحكمة بأبسط صورها... سطحية ولكن بمعنى عميق خفي.. مفاتيحه عند غيرهم من الحكماء.. أو يكادون... تعاليم وحكم يفهم الكثرة معناها السطحي ليصلوا بتطبيقها إلى نفس نتائج ما قد يفهمه الحكماء منها..

وهل الحكماء الذين لم يصلوا للكثرة كانوا عاجزين أم كسولين أم متكبرين!!؟؟ وهل إصطناع الصمت يولد الحكمة أم هو حكمة بحد ذاته!!؟؟

أسئلة تجول بخاطري لم اجد لها إجابة....
فآثرت الصمت ما أمكنني..

هناك 4 تعليقات:

  1. طرح عميق..استمتعت بالقراءة..ومازلت أفكر في الجواب! شكراً لك

    ردحذف
  2. شكراَ د. مرام...

    اسعدني كلا مرورك وإطراءك الذي لا أستحقه..

    أتمنى أن تشاريكيني عندما تجدين بعض الإجابة..

    تحياتي

    ردحذف
  3. العزيز أبو محمد

    كلمات قليلة لكنها تحوي حكمة الحياة وجدليتها. أعتقد أنك أجبت على السؤال بين كلماتك البسيطة. في بعض الأحيان، قد لا يكون الجواب الصحيح هو ما ينبغي أن نبحث عنه، بل عن السؤال المناسب.

    كم تبدو الحياة جميلة عندما ينطق الحكماء بكلماتهم العفوية الصادقة، فشكرا ياصديقي على اعطائنا لمحة من هذا الجمال.

    محمد

    ردحذف
  4. كلمات رائعة وفي العمق ..
    حقيقة انا ايضاً لاحظت ان الصمت
    سمة لازمت الكثير من الحكماء ..

    أما عن اجابة السؤال ..!!
    ف أنا اعتقد ان الصمت والحكمة كلاهما
    يستسقي نفسه من الأخر ..


    @tota_si

    ردحذف