الخميس، 11 فبراير 2010

تعريف الحب.. بعقلانية مجردة

الحب كلمة أشغلت جميع الشعوب في كل الأزمنة.. ورغم ذلك لم يتوصل مجموعة معتبرة من بني البشر لتعريف مجرد لحدود وتشاكيل هذه الكلمة المعضلة.. فالحب هو مزيج من العواطف التي تتشكل من خلال دورات مشاعرية متعددة يصعب على الباحث رسم خطوطها العريضة مهما توغل في أعماق أفكاره السحيقة..
ولو أستطعنا أن نبحثها بعقلانية متجردة، كما لم يبحثها جل الباحثين والمتفلسفين من قبل، لتوصلنا إلى نتيجة قاسية لم ولن يقبلها المحبين على إختلافهم. لكننا سنحاول وحسبي الله ونعم الوكيل مقدماً..

ولأن الناس تحب بعواطفها لا بعقولها، نجد التذمر من الطرف الآخر أحياناً والسادية في أحيانٍ أخرى هي الطاغية في معادلة الحب ذات العوامل المتغيّرة والمتعددة لتكون مستحيلة الحل في الفضاء العقلي المجرد.

الحب في نظري هو عبارة عن تيارات عاطفية متدفقة تنشئ من فروقات في مستويات الفكر أو الحالة الإجتماعية أو التناغم الجسدي المحض بين المتحابين. لذا نجد من يملك شخصية متميزة أقرب أن يُحَب من أن يُحِب لأن التيار يكون في إتجاه فردي بسبب كون مستواه أعلى من الطرف الآخر ومما يولد فرق الجاذبية ومن ثم تدفق المشاعر ليكون الطرف الأعلى هو المسيطر في هذه العلاقة. ومتى ما خفت تدفق هذا التيار خفت الحب معه من خلال دورات الزمن المتغير.

وهنا يبرز سؤال مهم عن طبيعة الحاجة إلى الحب وبحث أغلب الناس الدائم عنه..
فهل الحب ضرورة بشرية سنها الله في غرائزنا؟؟
أم أنه كمالية إكتسبناها على ضوء إستحضار المجتمع المحيط لهذه المشاعر وإستثارتها؟؟
الجواب المفصلي هنا يصعب مثل صعوبة تعريف الكلمة لأنه يتطلب إستجلاب تاريخ الأمم التي قبلنا والتي تناقلت حضارتها عبر الزمن لتصل إلينا عواطفها ومشاعرها والتي لم توضح بجدية في كتب التاريخ الغابرة..

وقد يكون الأنسب لإجابة هذا السؤال هو بحث عواطف الأمم المنقطعة عن بقية العالم مثل شعوب أستراليا وغابات الأمازون بُعيد دخول المستعمر المادي وقبل إختلاط الفكر من الطرفين..

وإن كان لنا يجب أن نحب.. فليكن مثلما أحب جرير القائل:

ياأم يا أم عمرو جزاك الله مغفرة **** ردي علي فؤادي كالذي كانا
ألست أملح من يمشي علـى قـدم **** يا أملح الناس كل الناس انسانا
يلقى غريمكم من غير عسرتكم **** بالبذل بخلا وبالاحسان حرمانا
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم **** ماكنت أول موثوق به خانا
لقد كتمت الهوى حتى تهيجني **** لا أستطيـع لهـذا الحـب كتمانا
كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني **** وكـاد يقتلني يوما ببيدانا
لا بارك الله في من كان يحسبكم **** الا على العهد حتى كانا ماكانا
لا بارك الله في الدنيا اذا انقطعـت **** أسباب دنياك من اسباب دنيانا
مااحدث الدهر مما تعلمين لكم **** للحبل صرما ولا للعهد نسيانا
ان العيون التي في طرفها حور **** قتلتنـا ثم لم يحين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به **** وهن اضعف خلق الله اركانا
ياحبذا جبل الريان من جبل **** وحبذا ساكن الريان من كانا
وحبـذا نفحات من يمانيه **** تأتيك من قبل الريان احيانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق