السبت، 6 فبراير 2010

عجلة السعادة.. بين السعي والتحقيق

السعادة....

لو سألنا ما هو تعريف السعادة لإختلفت إجاباتنا على ضوء منظور وخلفية ومرحلة كل منا..
فنجد المحتاج يعرفها بسد الحاجات ولو سدت حاجاته عرفها بتوفر الكماليات ولو توفر كمالياته لساح في فلسفة فكره وعرفها بقناعات طرقها من كان قبله وإن إختلفت اللغات.. ولو تعمق أكثر توصل إلى اللاشيء ليجد نفسه قد فقد سد حاجاته ليعود جارياً وراء ها في عجلة تدور كما يدور الزمن بلا إنتهاء وإن إختلفت الأدوار...

وفي تحسس لهذه الدورة نجد أن النسبية هي المسيطرة على بلوغ هدف السعادة.. فالنسبية تلتزم البداية من وضعية ومن ثم الإرتقاء إلى وضيعة أفضل منها مع بلوغ الهدف المرحلي الذي يصبح بالتالي كالسراب عند بلوغه لنبحث بعده عن هدف أو سراب آخر نسعى لتحقيقه..

وغالباً ما يختلط علينا سعادة السعي لتحقيق الهدف وسعادة تحقيقه... وهذا هو الإختلاف الجوهري بيننا وبن الشعوب الواقعية حيث تجدنا نتجرد من سعادة السعي إنحيازاً لسعادة التحقيق مما يفقدنا لذة الحياة في أغلب مراحلها لأن مدة السعي تفوق بكثير لحظات إدراك تحقيق الهدف..

هذا بالغالب يجعلنا نعيش التعاسة جل فترات أعمارنا لأنها فترات سعي مما يفرز السلبية السائدة في مجتمعنا متذمرين من الواقع ساعين مجهدين لتحقيق سعادتنا لا متخذيها كطريقة للحياة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق