السبت، 5 يونيو 2010

الواقعية كأسلوب نعيشه ونستفتيه..

الواقعية في نظري, هي الحكم على موقف معين من خلال أعمق تجرد من خلفيتنا الثقافية والإجتماعية ومن ثم عواطفنا مما يوصلنا لحكم أقرب ما يكون إلى الحقيقة الصرفة القابلة للتطبيق. ومن خلال إحتكاكي بالشعوب الأخرى, وجدت أنها من أهم ما ينقصنا عند إستعراضنا لمشاكلنا الإجتماعية والفكرية وبالتالي الحكم الناجع لحلولها.

فغالباً ما تطغي عواطفنا على عقولنا, فنصاب بالإحباط لبعدنا عن حقيقة الواقع وبالتالي نصل إلى أحكام غير منطقية أو غير قابلة للتطبيق أو بمطابقة لا تحل المشكلة الأساسية.

وعند إستعراضنا للمشاكل الأخيرة التي حصلت بالمملكة, نجد تيار العواطف هي المسيطر على أحكامنا مما جرفنا إلى استنتاجات غير منطقية والذي أشعرنا أو زاد من شعورنا بالإحباط في كل مرة يتطلب منا الحكم وإيجاد حلول هذه المعضلة.

ولنأخذ مأساة جدة الأخيرة كمثال, فقد تمحورت إستنتاجاتنا حول الفساد الشخصي لأعيان المسئولين, وإن كنت لا أنفيه, غاضين الطرف عن المصدر الرئيسي في الخطأ وهو عدم نضوج الأنظمة خلال فترة نشوءها لقصر العمر الزمني النسبي والذي سمح بفساد بعض الأشخاص الذين كانوا في موقع المسئولية. فكانت أحكامنا قاصرة لعدم واقعتيها أو واقعية حلولنا المقترحة بضحالة لا تتعدى محاكمة شخوص أتوا ورحلوا لن تحل معاقبتهم أساس المشكلة.

يتجلى لنا ذلك عندما تلت مأساة جدة مصيبة الرياض. فلم نستطيع تطبيق نفس معايير الحكم السابق لعدم أهليته في حل المشكلة السابقة. فضاعت حكمتنا في إيجاد حلول مشابهة بل وإنقلب أكثرنا على بعضهم في المجادلة على عدم كيل الإتهامات على شخوص رياضية معينة كما كان التشخيص في جدة.

ولو نظرنا بواقعية, فالمملكة دولة مترامية الأطراف نشأت من أقل من خمسين عاماً بشعب خيم عليه الجهل والعامية لقرون طويلة مع تدفق ثروة تشغل العاقل قبل السفيه. ولكي نصل لما وصل له متقدمي العالم الحالي, لا بد من تراكم حضاري على مدى زمني يفوق بكثير ما اتسع لنا حتى الآن. ولا بد لنا من المرور على مراحل النضوج من دون تخطي فهي كالعمر لسنا ببالغيه حتى تنقضي مدته.

بواقعية, مأساة جدة ومصيبة الرياض, نتائج حتمية لتدرج المدنية مرت بأمثالها جميع الحضارات السابقة قبل أن تصل إلى وصلت إليه الآن ولكنها في رأيي نقطة قد تكون مفصلية في الإنتقال إلى مرحلة أكثر نضوجاً من خلال سعينا المتواصل في اللحاق بمسيرة المدنية المتسارعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق